الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
لقد اعتاد المؤمنون، أن يجدوا فضل الله العظيم عليهم ورحمته ولطفه في حركاتهم وسكناتهم،
و المتأمل يعلم ويرى كيف أن الله يصرّف أمور عباده على خير ما يكون، ويوفقهم ويفتح عليهم
من حيث لا يحتسبون.
وم ن رحمة الله أنه يبتل ي عباده بالمصائ ب ليطهرهم من المعايب، فمنهم م ن يفهم الدرس
ويتعظ، ومنهم من يظل على غيه، حتى تدركه رحمة أخرى، أو يهلك على السوء عياذاً بالله.
والمطلعون على خفايا الجهاد يدركون أن أمر الجهاد لا تُس يره أيدي البش ر، بل يسير بعناية الله،
وتوفيقه، وأقداره، لحكم يعلمها جلّ جلاله، وأما البش ر فما هم إلا أسباب، فالسعيد من سعى
لأن يكون سبباً لنصرة الإسلام. والأسعد من استعمله الله في طاعته.
وكم نجا مجاهد من فخ محكم، من حيث لا يدري، بستر الله وحفظه، وكم سقط آخر رغم كل
احتياطه لحكمة بالغة يقدرها الله.
وإن ش جرة الجه اد الحديث ما زال ت ترتوي بالدم اء الطاهرة منذ م ا يزيد عن العش رين عاماً،
ويوماً بعد يوم تتسابق الدماء لتروي شجرة العزّ، بعضها نعرفه، وبعضها ما ضرهم أن لا يعرفهم
بنو البشر. بعضهم رجال وبعضهنّ نساء، ولكل نصيب مما اكتسب لا يظلمون شيئاً.
و بين الدماء أشلاء، وهناك دموع أسير، وآلام كسير، ودعوات مظلوم،
فلا تحسبنّ الله خاذل أوليائه، واعلم يقيناً أن النصر يقترب، ،
فلنلحق الركب. ولنكن سقاءً لشجرة العز، وحراساً لراية التوحيد،،
نسأل الله أن يطهر قلوبنا، ويوفقنا لطاعته، نسأل الله من فضله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق