رجل احب الله ورسولة فاحبة الله ورسولة.احب الله ورسوله.ILOVEALLAHANDMOHAMED
رجل احب الله ورسولة فاحبة الله
ورسولة
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ابن عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه فاطمة بنت أسد بن
هاشم بن عبد مناف، الهاشمية، وكانت من المهاجرات –رضي الله عنها-.
وُلِد رضي الله
عنه قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بما يقرب من عشرة أعوام، وكان أولَ
من أسلم من الصبيان، وقد نشأ في كنف رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتشرف بتربيته حتى بلغ أشده فزوّجه النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- بابنته فاطمة التي هي
أفضل نساء العالمين بعد أمها أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما-.
وقد دعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفاطمة
والحسن والحسين ووضع عليهم رداءه وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"
–رواه الترمذي وغيره-.".
كما بّشره صلى الله
عليه وسلم مع العشرة المبشرين بالجنة في حديث واحد، حيث قال صلى الله عليه وسلم:
"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وأبو
عبيدة في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعدٌ في الجنة، وعبد
الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة" – كما رواه أحمد وأبو داود
والترمذي وغيرهم-.
وقد ورد في علي رضي الله
عنه من الفضائل والمناقب ما لا يكاد يحصى، ونحن نذكر منها النزر اليسير من
باب التنبيه والتذكير.
ووضع الرافضة من الأحاديث المكذوبة حوله الشيء الكثير، وكل حديث يبدأ بـ"يا
علي!" فغير صحيح -كما ذكر ذلك كثير من أهل الحديث-.
ولقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام مكانة علي رضي الله عنه أحسن بيان وذكّر الأمة بجلالة
قدره وعظم منزلته في الأحاديث الصحيحة الثابتة، ومنها:
١- ما ثبت في صحيح البخاري من قوله عليه الصلاة والسلام في غزوة خيبر:
"لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله
على يديه" فتمنى كل واحد من الصحابة الكرام أن يكون ذلك الرجل، فدعا النبي
عليه الصلاة والسلام من الغد علي بن أبي طالب وأعطاه الراية وقال: "انفذ
على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" الحديث.
٢- واستخلفه النبي عليه الصلاة والسلام على المدينة في غزوة تبوك، فشعر
علي رضي الله عنه بالحزن لعدم
تمكينه من مصاحبته
في الغزوة لأنه لم يتخلف عن أي مشهد شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم أو غزوة غزاها، فقال له
صلى الله عليه وسلم: "ألا ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". متفق عليه.
٣- وقال صلى الله
عليه وسلم عن علي أيضاً –فيما رواه أحمد والترمذي والنسائي-: "من كنت مولاه
فعلي مولاه".
٤- كما قال أيضاً فيما رواه الإمام البخاري: "أنت مني وأنا منك" يعني في
النسب والصهر والسابقة في الإسلام والمحبة الإيمانية العميقة فيما بينهما.
٥- وقال عنه أيضاً: "لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق". رواه
الإمام مسلم.
أما شجاعة علي رضي الله
فهي أشهر من تذكر، ومواقفه في ذلك أكثر من أن تحصر، وقد كان حامل راية
النبي عليه الصلاة والسلام في الغزوات، وأبلى في غزوة أُحد بلاء حسناً
وأظهر شجاعة منقطعة النظر وكان يبلغ من العمر قرابة العشرين سنة فقط.
كما اشتهر رضي الله
عنه بقوة بيانه وعلو فصاحته وعذوبة لسانه، وقد أسلم على يديه متأثراً
بدعوته وموعظته أهلُ مدينة همدان كلهم في يوم واحد –كما روى ذلك الإمام
الطبري في تاريخه-.
وكان الصحابة الكرام يقدّرون لعلي مكانته العظيمة وعلمه وفقهه بالشريعة
وفصل الخطاب بين الناس. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "عليٌّ أقضانا، وأبيٌّ أقرؤنا". وروي عنه أنه
قال: "أعوذ بالله من
معضلة ليس لها أبو حسن" يعني عليّاً رضي الله عنهما.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله
عنه مقرّب من الخلفاء الذين سبقوه، ومحبّباً إليهم، ومستشاراً ناصحاً
وحكيماً وأميناً لديهم.
واعتبر علي رضي الله
عنه مقتل عثمان بن عفان رضي الله
عنه فاجعة عظيمة حلت بأمة الإسلام وقال: "لقد طاش عقلي يوم قتل عثمان
وأنكرت نفسي".
وأجمع أهل المدينة على تعيينه خليفة للمسلمين بعد عثمان، ولكنه أبى في
البداية معرضاً عن تولي هذه المسئولية العظيمة الخطيرة، ولكنه رضي بعد ذلك
من أجل جمع كلمة المسلمين ومنعاً لاشتداد الفتن التي اختلقها ابن سبأ
المنافق الخبيث.
ولم يكن أحد أولى منه بخلافة عثمان رضي الله عنه يومئذ، إلا أن الفتنة التي أشعلها ابن سبأ كانت قد
ترسخت في نفوس كثير من المسلمين فصعب اجتماع كلمتهم على الحق.
فانشغل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بحل المشاكل الداخلية والاختلافات العميقة التي
نشأت بسبب مقتل عثمان رضي الله
عنه، إلا أن مواقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معالجة تلك الأزمات كانت مدرسة عملية عظيمة
للأجيال الإسلامية من بعده في معرفة وتوضيح أحكام الشريعة الإسلامية
الغرّاء في معالجة الحروب الداخلية والفتن الخطيرة التي قد تقع بين
المسلمين.
فمن أهم تلك الأحكام الشرعية التي وضّحتها مواقف علي رضي الله عنه وتوجيهاته الحكيمة المسدّدة:
١- أحكام التعامل مع الفئة الباغية التي تنشأ في داخل المسلمين وتشق
عصا الطاعة لولي الأمر الشرعي.
٢- عدم اعتبار الخوارج والبغاة كفاراً وعدم سلب أموالهم –سوى السلاح
والكراع الذي استخدموه في الحرب- ولا سبي ذراريهم، لأنهم من جملة المسلمين.
٣- عدم بدئهم بالقتال ولا أن يحرموا من حقوقهم الإسلامية في ظل الدولة
الإسلامية.
٤- وكذلك الإحسان إلى الأسير منهم، والكف عن المدبر الذي يترك محاربة
مخالفيه المسلمين.
٥- تعيين الحكمين للإصلاح بين الطائفتين من المسلمين، وعدم إجبار من لا
يريد الدخول في أي من الطرفين المتنازعين حتى يستتب الأمر لأحدهما.
وغير ذلك من الأحكام الكثيرة التي ربما لم نكن نعرف كيفية تطبيقها على أرض
الواقع لولا تقدير الله
لهذه الوقائع المؤلمة وشرح علي رضي الله
عنه عملياً المنهج الصحيح في معالجته .
ابتلي علي رضي الله
عنه بأهل العراق في كثرة عصيانهم لأوامره وعدم ثباتهم في مواجهة خصومه
وإشغالهم الأمة بالقيل والقال والفتن الكثيرة حتى سئم منهم وتمنى الخلاص من
مشاكلهم.
روي عن الحسن رضي الله
عنه – ابن علي - رضي الله
عنه- قال:
"خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلي فقال لي: يا بُنَيّ، إني بتُّ البارحة
أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، لسبع عشرة من رمضان، فملكتني عيناي
(أي غلبته فـنَام)، فسنح لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: يا
رسول الله! ماذا لقيت من أمتكَ
الأود واللدد (أي: العوج والخصومة وعدم الطاعة)؟! فقال: "ادعُ عليهم".
فقلت: "اللهم أبدلني بهم من هو
خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر منّي". قال الحسن: فجاء ابن النبّاح فآذنه
بالصلاة فخرج وخرجت خلفه، فاعتوره رجلان؛ أما أحدهما فوقعت ضربته في
السُّدّة، وأما الآخر فأثبتها في رأسه".
فاستُشهِد رضي الله
عنه في شهر رمضان من العام ٤٠ هجرية، ودُفِن بالكوفة من أرض العراق، فأبدله
الله بقومٍ هم خير من أهل
العراق بآلاف آلاف المرات، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه السابقون، وجاء على أهل العراق بعد
علي رضي الله عنه بفترة ليست طويلة
والي عبد الملك بن مروان الأموي؛ الحجاّج بن يوسف الثقفي الظالم السفّاح
الذي أذاق أهل العراق الويلات تلو الويلات حتى أذعنوا له صاغرين ذليلين.
وأما قاتل علي رضي الله
عنه فهو ابن مُلجَم الخارجي – قبّحه الله-، قال عنه الإمام الذهبي في "تاريخ الإسلام":
"... وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق، وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له
النار، ونجوّز أن الله
يتجاوز عنه، لا كما يقول الخوارج و[لا] الروافض فيه، وحكمه حكم قاتل عثمان،
وقاتل الزبير، وقاتل طلحة، وقاتل سعيد بن جبير، وقاتل عمّار، وقاتل خارجة،
وقاتل الحسين؛ فكل هؤلاء نبرأ منهم، ونبغضهم في الله، ونكل أمورهم إلى الله عز وجل".
وقال علي رضي الله
عنه: "يهلك فيّ رجلان؛ مُبْغِضٌ مُفْتَرٍ، ومُحِبٌّ مُطْرٍ".
والحديث عن سيرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه طويلٌ وذو شجون، لكننا نكتفي الآن بهذا القدر
اليسير، اكتفاء بما حصل من فائدة وتذكير بشيء من فضائل ومناقب هذا الصحابي
الكبير رضي الله
عنه وأرضاه وجعلنا ممن أحبه ووالاه، وألحقنا به في الجنان عند مولاه، ونعوذ
بالله أن نكون ممن غلا فيه
وتعدى حتى أوصله إلى درجة الإله، أو النبي المعصوم –أبي وأمي فداه-، ولا
ممن جفا فيه وعاداه حتى كفّره وافترى عليه بما هو منه براء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق