بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قل معى اخى / اختى
الظلــــــــــــــــــــــــم
هو المعبّر عنه ضد العدالة، هو عبارة عن التجاوز والتعدي عن الحدّ
الظلم من اعظم المعاصي واشدّها عذاباً باتفاق جميع الطوائف، وهو من السجايا الراسخة في أغلب النفوس، وقد عانت البشرية في تاريخها الطويل ألوان المآسي والأهوال، مما جهّم الحياة ووسمها بطابع كئيب رهيب، من أجل ذلك كان الظلم جماع الآثام، ومنبع وداعية الفساد والدمار، ويدل على ذمّه ما تكرر في القرآن من اللعن على الظالمين، وكفاه ذماً أنّه تعالى قال في مقام ذم الشرك: «انّ الشركَ لظلمٌ عظيم» [سورة لقمان: 13]، وقال تعالى: «لا يُفلح الظالمون» [سورة الانعام: 21]، «والله لا يُحبّ الظالمين» [سورة آل عمران: 57]، «إنَّ الظالمين لهم عذاب أليم» [سورة إبراهيم: 22]، وقال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «إنَّ أهون الخلق على الله مَن وليَ أمرَ المسلمين فلم يعدل لهم»، وقال (صلّى الله عليه وآله): «إتقوا الظلم، فانّه ظلمات يوم القيامة» [جامع السعادات: 2/23].
انواع الظلـــم
(1) ظلم الأنسان نفسه: وذلك بإهمال توجيهها إلى طاعة الله عزّوجلّ، وتقويمها بالخُلق الكريم والسلوك الرضي، مما يزجّها في متاهات الغواية والضلال، فتبوء آنذاك بالخيبة والهوان.
(2) ظلم الإنسان عائلته: وذلك باهمال تربيتهم تربية اسلامية صادقة، وإغفال توجيههم وجهة الخير والصلاح، وسياستهم بالقسوة والعنف، والتقتير عليهم بضروريات الحياة ولوازم العيش الكريم، مما يؤدي إلى تسيبهم وبليلة حياتهم مادياً وأدبيّاً.
(3) ظلم الإنسان ذوي قرباه: وذلك بجفائهم وخذلانهم في الشدائد والأزمات، وحرمانهم من مشاعر العطف والبر، مما يبعث على تناكرهم وتقاطعهم.
(4) ظلم الإنسان للمجتمع: وذلك بالاستعلاء على افراده وبخس حقوقهم، والاستخفاف بكراماتهم، وعدم الاهتمام بشؤونهم ومصالحهم، وما إلى ذلك من دواعي تسيب المجتمع وضعف طاقاته. وابشع المظالم الاجتماعية ظلم الضعفاء، الذين لا يستطيعون صدّ العدوان عنهم، ولا يملكون إلاّ الشكوى والضراعة إلى العدل الرحيم في ظلاماتهم.
(5) ظلم الحكّام والمتسلطين: وذلك باستبدادهم، وخنقهم حريات الشعوب، وامتهان كراماتهم، وابتزاز أموالهم وتسخيرها لمصالحهم الخاصة، من أجل ذلك كان ظلم الحكّام أسوأ انواع الظلم واشدّها نُكراً، وأبلغها ضرراً على كيان الأمة ومقدراتها.
علاج الظلم
من العسير جداً علاج الظلم، واجتثاث جذوره المتغلغلة في اعماق النفس، بيد ان من الممكن تخفيف حدته وتلطيف هواه، وذلك بالتوجيهات الآتية:
(1) التذكر لما جاء في مزايا العدل وجميل آثاره في حياة الامم والأفراد، من اشاعة السلام ونشر الوئام والرخاء.
(2) الاعتبار بما يتم عرضه من مساوئ الظلم وجرائره المادية والمعنوية.
(3) تقوية الوازع الديني، وذلك بتربية الضمير والوجدان، وتنويرهما بقيم الايمان ومفاهيمه الهادفة الموجهة.
(4) استقراء سِيرَ الطغاة وما عانوه من غوائل الجور وعواقبه الوخيمة.
دعاء المظـــــوم على الظالم المتجبر
دعاء المظلوم مستجاب لا محالة..
اللهم لقد أراني قوته علي، فأرنيقوتك عليه.
منقـــــول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق