> قرار الجيش السوري الحرّ نقل مقرّ
قيادته من تركيا الى «المناطق المحرّرة» داخل سورية، تطوّر لافت في مسار
الأزمة السورية يتعيّـن التوقّف عنده، وإن كانت هذه الخطوة لا تعني
بالضرورة أن الأمور بلغت حد الحسم، وقلب المشهد في الداخل الذي لا يزال
أسود ومأسويّاً.
أن يتخلّى «الجيش الحر» عن مواقعه خلف الحدود حيث الأمان النسبي متوافر، وأن ينتقل الى داخل الحدود حيث الخطر الكبير لا يزال قائماً، فمعنى ذلك ثقة عالية بالقدرات، من شأنها أن تعطي مقاتليه، والمعارضة عموماً التي لم تغادر الديار، قدراً كبيراً من المعنويّات، هي في أمسّ الحاجة إليها، في ظلّ تمادي النظام في حربه المجنونة على شعبه.
كان المأخذ الأكبر على المعارضة وجيشها أنها تقيم في الخارج وتنعم بالأمن والرفاه، فيما شعبها يعاني الأمرّين في الديار. اليوم عادت قيادة «الجيش الحر» الى الأرض، صارت أقرب الى أهلها ومقاتليها. معنى ذلك أن المعارضة حقّقت، فعلاً لا قولاً، إنجازات في الميادن وبات ثمّة مساحات شاسعة تحت سيطرتها، على عكس ما تدّعي الآلة الاعلامية الرسمية، بأن المعارضة مجموعات إرهابية متفرّقة، تمارس إرهابها هنا وهناك، ولا تحظى بأي دعم شعبي. عندما تقترب القيادة من أفرادها ومناصريها تتحسّن اللوجستيّات وتسهـل الاتصالات وترتفع المعنويّات، وتصير عملياتها أكثر فعالية. الأهمّ أن عملية الضبط والربط تصير أفضل وتغيّر الصورة. لا شك في أن صورة المعارضة تضرّرت كثيراً في الآونة الأخيرة بفعل ممارسات غير مقبولة، وطغى على بعض مجموعاتها صبغة التطرّف الطائفي، وقام بعضها الآخر بأعمال تسيء الى الثورة والثوّار، من شأنها أن تخيف حتى الأنصار والمعارضين السلميين وهم كثر. اليوم، بالعودة الى الميدان والضبط المباشر، لا شك أيضاً في أن هذه الممارسات ستتغيّر، وتعيد للثورة بريقها التي كاد يفقد بفعل ممارسات شاذّة.
عندما كانت قيادة «الجيش الحر» تقيم في تركيا، كانت التهمة جاهزة بأن هذه المجموعة هي أداة في أيدي مستضيفيها تحرّكها كما شاءت. إنجازاتها الميدانية كانت تنسب الى الخارج، أما أخطاؤها فتحسب عليها. وعندما يعود «الجيش الحر» الى قواعده ترفع هذه التهمة أو تصير من دون جدوى.
صحيح أن القيادة العسكرية باتت عرضة مباشرة للهجمات الجوّيّة، وقد يكلّفها ذلك خسائر وتضحيات. لكن ذلك يساوي بين القيادة والقاعدة، ويزيل الحواجز بين الطرفين التي كادت تثير الانقسام بين قيادتي الداخل والخارج، وتجرّ «الجيش الحر» الى مواجهات داخلية تعوقه عن المهمّة المركزية، ألا وهي مواجهة النظام حتى إسقاطه. كانت خلافات المعارضة وانشقاقاتها سرّ قوّة النظام وبقاءها بعد 18 شهراً من القتال. اليوم، بهذه الخطوة الرمزية، ثمّة نافذة أمل في أن تتوحّد الجهود في سبيل إنجاح المهمّة ولو بعد حين. ومع ذلك، فإن انضمام المقاتلين في المناطق البعيدة الى صفوف «الجيش الحر» سيستغرق وقتاً، وهذا الوضع لن يتغيّر بسرعة. والأهمّ أن قيادة المعارضة لا تستطيع بقوّاها الذاتيّة إنجاز المهمّة، فهي تحتاج ليس الى الدعم السياسي والمواقف فقط، إنما تحتاج الى المال والسلاح، فإذا توافرت هذه الامكانات لقيادة «الجيش الحر»، تستطيع عندها توحيد صفوف الثوّار بشتّى صنوفهم. ولكن إذا لم يكن لدى هذه القيادة ما تقدّمه لهم، فإنهم لن يذعنوا لها ويبقى النظام داخل اللعبة. وفي أي حال، فإن كلّ ذلك لا يقلّل من أهميّة قرار الانتقال.. إنه خطوة الى الأمام! >
أن يتخلّى «الجيش الحر» عن مواقعه خلف الحدود حيث الأمان النسبي متوافر، وأن ينتقل الى داخل الحدود حيث الخطر الكبير لا يزال قائماً، فمعنى ذلك ثقة عالية بالقدرات، من شأنها أن تعطي مقاتليه، والمعارضة عموماً التي لم تغادر الديار، قدراً كبيراً من المعنويّات، هي في أمسّ الحاجة إليها، في ظلّ تمادي النظام في حربه المجنونة على شعبه.
كان المأخذ الأكبر على المعارضة وجيشها أنها تقيم في الخارج وتنعم بالأمن والرفاه، فيما شعبها يعاني الأمرّين في الديار. اليوم عادت قيادة «الجيش الحر» الى الأرض، صارت أقرب الى أهلها ومقاتليها. معنى ذلك أن المعارضة حقّقت، فعلاً لا قولاً، إنجازات في الميادن وبات ثمّة مساحات شاسعة تحت سيطرتها، على عكس ما تدّعي الآلة الاعلامية الرسمية، بأن المعارضة مجموعات إرهابية متفرّقة، تمارس إرهابها هنا وهناك، ولا تحظى بأي دعم شعبي. عندما تقترب القيادة من أفرادها ومناصريها تتحسّن اللوجستيّات وتسهـل الاتصالات وترتفع المعنويّات، وتصير عملياتها أكثر فعالية. الأهمّ أن عملية الضبط والربط تصير أفضل وتغيّر الصورة. لا شك في أن صورة المعارضة تضرّرت كثيراً في الآونة الأخيرة بفعل ممارسات غير مقبولة، وطغى على بعض مجموعاتها صبغة التطرّف الطائفي، وقام بعضها الآخر بأعمال تسيء الى الثورة والثوّار، من شأنها أن تخيف حتى الأنصار والمعارضين السلميين وهم كثر. اليوم، بالعودة الى الميدان والضبط المباشر، لا شك أيضاً في أن هذه الممارسات ستتغيّر، وتعيد للثورة بريقها التي كاد يفقد بفعل ممارسات شاذّة.
عندما كانت قيادة «الجيش الحر» تقيم في تركيا، كانت التهمة جاهزة بأن هذه المجموعة هي أداة في أيدي مستضيفيها تحرّكها كما شاءت. إنجازاتها الميدانية كانت تنسب الى الخارج، أما أخطاؤها فتحسب عليها. وعندما يعود «الجيش الحر» الى قواعده ترفع هذه التهمة أو تصير من دون جدوى.
صحيح أن القيادة العسكرية باتت عرضة مباشرة للهجمات الجوّيّة، وقد يكلّفها ذلك خسائر وتضحيات. لكن ذلك يساوي بين القيادة والقاعدة، ويزيل الحواجز بين الطرفين التي كادت تثير الانقسام بين قيادتي الداخل والخارج، وتجرّ «الجيش الحر» الى مواجهات داخلية تعوقه عن المهمّة المركزية، ألا وهي مواجهة النظام حتى إسقاطه. كانت خلافات المعارضة وانشقاقاتها سرّ قوّة النظام وبقاءها بعد 18 شهراً من القتال. اليوم، بهذه الخطوة الرمزية، ثمّة نافذة أمل في أن تتوحّد الجهود في سبيل إنجاح المهمّة ولو بعد حين. ومع ذلك، فإن انضمام المقاتلين في المناطق البعيدة الى صفوف «الجيش الحر» سيستغرق وقتاً، وهذا الوضع لن يتغيّر بسرعة. والأهمّ أن قيادة المعارضة لا تستطيع بقوّاها الذاتيّة إنجاز المهمّة، فهي تحتاج ليس الى الدعم السياسي والمواقف فقط، إنما تحتاج الى المال والسلاح، فإذا توافرت هذه الامكانات لقيادة «الجيش الحر»، تستطيع عندها توحيد صفوف الثوّار بشتّى صنوفهم. ولكن إذا لم يكن لدى هذه القيادة ما تقدّمه لهم، فإنهم لن يذعنوا لها ويبقى النظام داخل اللعبة. وفي أي حال، فإن كلّ ذلك لا يقلّل من أهميّة قرار الانتقال.. إنه خطوة الى الأمام! >
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق