الاستاذ.نعمان
عبد الله الشطيبي: قبل أن يحضر مقاتلو ميليشيا أنصار الشريعة إلى مستشفى الجلاء
ليتولوا المسؤولية الأمنية عنه كان مكانا مروعا لا يمكن العمل به.
والآن
بعد خروج الميليشيا من بنغازي خلال موجة من الغضب العام بعد قتل السفير
الأمريكي أصبح الدكتور عبد المنعم سالم أحد الأشخاص الذين سيفتقدهم.قال لرويترز داخل عنبر في المستشفى الواقع بشرق ليبيا 'بصراحة؟ لقد كانوا أشخاصا ظرفاء جدا.' وأصبح المستشفى تحرسه حاليا وحدة من الشرطة العسكرية التي وصلت بعد أن غادرت الميليشيا المكان في الليلة السابقة.
ويلقي مسؤولون أمريكيون وليبيون باللوم على ميليشيا أنصار الشريعة في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل كريستوفر ستيفنز السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين.
وتتبنى هذه الجماعة التي يتضمن شعارها بندقية كلاشنيكوف رؤية متشددة للإسلام تقول إنها لا تتوافق مع الديمقراطية. وتقول واشنطن إن أنصار الشريعة لهم صلة بتنظيم القاعدة لكن الدكتور سالم لا يأبه بذلك.
وقال 'لا أعلم شيئا عن دينهم أو فكرهم لكنهم حلوا المشكلات... بصراحة لا يهمني ما يحدث خارج تلك الجدران. لا يهمني إذا كانوا يأتون من كوكب خارجي. أريد مستشفى آمنا.' ومضى يقول 'قبلهم كان هذا المستشفى كارثة'.
وقبل وصول ميليشيا أنصار الشريعة قبل ستة أسابيع لتولي المسؤولية الأمنية كانت المعارك والتهديدات والاضطرابات مسألة معتادة. وفي إحدى المرات صوب أحد الحراس الذين وفرتهم الحكومة المسدس إلى وجه الدكتور سالم وبدأ يتعالى صوته بالأوامر حول كيفية معالجة مريض. ومرة أخرى اقتحم قريب لأحد المرضى غرفة الجراحة وصوب بندقية إلى رأس الجراح بينما كان يجري الجراحة.
ولم يكن ذلك يحدث على الإطلاق خلال وجود أفراد أنصار الشريعة. وقال الدكتور سالم إن المقاتلين كانوا يعرفون فيما يبدو كيفية تهدئة الأسر ومنع حدوث اشتباكات. وتابع 'كانوا يتحدثون للناس ويحلون المشكلات. ليست هناك مشكلة'.
وشأن بنغازي شأن جميع مناطق ليبيا فإن عشرات الجماعات المسلحة تجوب شوارعها بموافقة رسمية من حكومة ضعيفة لدرجة تحول دون أن تواجهها.
وتقول الميليشيات إنها تقوم بدور حيوي وهو حفظ الأمن الذي عجزت الحكومة عن فرضه دونهم خلال الفترة التي أعقبت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وجرى تسليم أغلبهم مبان رسمية لحراستها وتولت ميليشيا أنصار الشريعة مهمة تأمين مستشفى الجلاء.
لكنها كانت واحدة من مليشيات محدودة لا تخضع مقاتليها لقيادة وزارة الدفاع الليبية مما يجعل وجودها الصريح إهانة للحكومة.
ورغم أن أنصار الشريعة لم يعد لها فيما يبدو وجود صريح في بنغازي فإن المقاتلين أخذوا معهم أسلحتهم. ولهذه الميليشيا والكيانات الأخرى المتحالفة معها ايديولوجيا وجود في بلدات أخرى بشرق ليبيا خاصة درنة وهي مدينة إلى الشرق معروفة في أنحاء الشرق الأوسط بأنها مركز لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى العراق وأفغانستان وسوريا.
وبالنسبة للدكتور سالم فإن رحيل المقاتلين يعني أن على الحكومة الآن تكثيف أنشطتها وتوفير الأمن بشكل احترافي والذي كانت تعجز عنه في الماضي.وتابع 'حقا نتمنى أن تساعدنا الحكومة... أنا قلق جدا.'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق