الاثنين، 17 سبتمبر 2012

عاريات ملط ضد الدولة

مفهوم تمامًا أن يكون هناك بلطجية من الأميين، أو الذين (يدوب) يفكون الخط، ويتهجون الكلمات البسيطة، والشمامين من أهالى العشوائيات، ومظاليم العهد البائد لا رده الله ولا رد من تسبب فيه، ولا أشبع بطن من يريدون عودته!
هذا مفهوم ومتصور ومبرر!
أما أن يكون البلطجى رئيس حزب، أو صاحب جريدة، أو كادرًا قديمًا، أو مالك فضائية، أو كاتبًا تربية أوروبا الشرقية، أو خادمًا سابقًا للبلاط العسكرى الشريف، أو فنانًا مدمنًا، أو (متسببًا) يهدد بحرق مقرات، وإشعال الشوارع، وقتل الناس، والخلع (ملط) فهذا نوع جديد من البلطجة التى تنفرد بها نخبنا العظيمة (تربية مبارك، والذين نما لحم أكتافهم من خيره، وخير باشوات أمن الدولة) فهذا إبداع ثورى جديد، لا يعرفه أحد أكثر من المناضلين الورقيين، الكذبة على الله تعالى، وعلى الشعب المصرى، أولئك الذين خدعوه عقودًا، ومثلوا دور الشرفاء بينما يعطون الأمة حقن مورفين النضال فى الملاهى، والمواجهة فى الغرز النخبوية، والممانعة والرفض فى البارات، وقعدات الشلل، بينما كان رئيس مصر – وعشرات الألوف من أمثاله من الإسلاميين - فى السجن، يلاقون أشد صنوف العنف والعنت، والإقصاء والتشويه، وكان فنانو التلفيق وعرابوه هم بلطجية الإعلام، وهؤلاء الذين يهددون بحرق البلد، ولسان حالهم يقول: إما مكاسبنا وامتيازاتنا القديمة، أو فسنحرق البلد على رؤوس الشعب.. إما أن تسير الأمور وفق (أمزجتنا) وإما أن نشعلها نارًا، ونحيلها جحيمًا.. إما أن نكون كلا شىء أو لن يكون فى البلد شىء!
وعاش النضال، وعاشت النخبة، وعاش الأنذال! وحسبك معرفة بالنخبة الثائرة (النساء النخبويات) اللواتى يردنها (ملط) فى الشوارع.. وأسألكم بالله:
امرأة تخلع ملط فى الشارع: تقبل من يقول لها حلال أو حرام، أو دين أو إسلام، أو عيب أو مش كده؟، هل ستقبل هذه أن يقال لها الآداب العامة والأعراف والعيب والعار؟، هل ستقبل هذه من يحدثها عن شرف أبيها، وعرض عائلتها واحترام الديوك بارمى الشنبات من عصباتها؟، على ماذا تناضل أولئك المناضلات الملط.. على الحرية؟ على الأخلاق؟ على البلد؟ على الأمن؟، أم على حرية الاستباحة، وحماية الأخلاق الملط، والأجساد الملط، والبلد الملط؟، ألم تخربوها قبل ذلك الله يخرب بيوتكم!؟
خلوها تعمر بقى.. وخلوا الشعب يشوف أيام خير.. يا ظالمى أنفسكم وظالمى مصر وظالمى الحرية..
متفائل أنا والله:
صحيح سيدى الرئيس أن أمامكم تلال مشاكل، ومئات الألغام، وألوف الثعابين، وملايين يرقبونك بتوتر، ومليارات تدفع للإطاحة بك، ودولاً (قارشة ملحة) سيادتك وما تمثل.. وصحيح أن إسرائيل والغرب – بقضه وقضيضه - يتميزون غيظًا، ويبحثون عن وسيلة، ودول حوض النيل تتلاءم، والفلول على استعداد لإشعالها جحيمًا، وبيع أنفسهم للشيطان من أجل استعادة حياة الذل القديمة.. لكن صدقنى والله يا سيدى سيعلو الحق، ويزول البلاء، وتشرق الشمس، ويهب النسيم الرقيق البليل، وترى مصر انتصارات بعد الانكسارات.. سيرى الشعب الأمن على نفسه، والأمن على شبابه، والأمن على قلبه.. سيحس بالأمن على حاضره، والتفاؤل بمستقبله، سيعتز بماضيه، ويفتح عيونه على آمال عراض، وستحيا أجيال جديدة ما لم نحيه نحن فى ظل القشقلاق الكبير الذى فُرض على المصريين أن يعيشوا فيه عقودًا..
متفائل أنا يا سيدى الرئيس بما نراه من خطوات واثقة، وقفزات جريئة، ملأت قلوب كثيرين بأمل فى رئيس ذى قرار، وقائد ذى إحساس بالمسؤولية، ورجل قرأ تطلعات الناس وحوائجهم وآمالهم، ويجتهد فى تحقيقها، ويدأب من أجل تحويلها إلى واقع لا مجرد أمانٍ وأحلام..
= لكن يا سيدى الرئيس أرجوك وأكرر الرجاء.. الناس يحتاجون إلى أن تكلمهم مباشرة، أو من خلال نوابك ومرؤوسيك، يريدون من يبدد مخاوفهم، ويجيب عن بعض تساؤلاتهم، ويفسر لهم بعض الغموض، ويشرع لهم نوافذ الأمل، ويُدخل لهم بعض النسيم العليل.. فلا تدع شعبك يا سيدى يضرب فى تيه التخمينات، والتوقعات، ولكن من حق الناس أن يفهموا، وأن يستريحوا، وألا يظلوا فى تخبط وتيه.. الناس يحتاجون يا سيدى من يقدم لهم - بشكل رسمى أو شبه رسمى - تعريفات واضحة ومبسطة بالإنجازات التى تمت، والخطوات المتوقعة، ليفرخ روعهم، وتهدأ نفوسهم، ولا ينساقوا وراء المهيجين، والمثبطين، ومشيعى السوء، والقائلين لإخوانهم هلم إلينا، ولا يريدون لمصر الخير ولو قليلاً!
= بعض الخطوات يا سيدى لا تريح الناس، ولا يفهمون مراميها، ومن حقهم أن يفهموا؛ وإلا فكيف نقفز نحو الروافض هذه القفزة، وأجنداتهم مفضوحة، وأخلاقهم كريهة، وعداوتهم لأهل السنة علينة غير خافية؟!
لو كانت القفزة نحو ماليزيا مثلاً أو تركيا، أو نحوهما لكانت مفهومة ومنطقية، أما نحو طهران فشىء غير مفهوم يا سيدى ينبغى أن يتضح ويُشرح ويوضح، وإلا والله فالمتبادر للأذهان أن هذا الباب من أعظم أبواب الشر على مصر وأهلها؛ بعد أن مكن أمن دولة مبارك لهم، وفسح لفكرهم وأعوانهم وذيولهم المجال؛ ليكوِّنوا بؤرًا صديدية عفنة فى الجسد المصرى، ترجمت فى شكل حسينيات، يرفدهم من داخل مصر باطنيون رسميون، تحت مسمى حب آل البيت عليهم السلام، ورضى عنهم؛ وأهل البيت والله منهم براء!
= بديهى أن تطلق الدولة الحريات، وتصبر على عبث العابثين، وتهريج بعض الإعلاميين، لكن تمادى الكذبة إلى درجة التهديد بحرق البلد، ومسيرات العراة، والإجرام العلنى الذى يجهر به بعضهم جهارًا نهارًا، دون خوف من دين، ولا قانون، ولا دولة، شىء لا علاقة له بالحرية، ولا بالإعلام، ولا بالحق، وينبغى أن يكون له موقف آخر لا أفهمه أنا، وليس من اختصاصى أن أبحث عنه..
الله معك سيادة الرئيس.. وستمر كل الغيوم بسلام وعافية لمصر وأهلها..
اسلمى يا مصر..

aalbasuni@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق